ابومعاذ
09-18-2013, 02:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كان سيدنا أنس ابن مالك رضي الله عنه له حديقة بالبصرة في بلاد العراق الآن تؤتي ثمرها في العام مرتين بدون مبيدات ولا محسنات ولا كيماويات ولا هندسة وراثية وإنما إجابة ربانية من رب البرية
ذهب يزروها يوماً فوجد القائم بأمرها يأتي إليه مسرعا ويقول: يا سيدي أوشك الزرع على الهلاك لم يعد عندنا قطرة ماء فقال: ولِمَ لَمْ تخبرني قبل ذلك؟ انتظر حتى أسأل ربي فصلى ركعتين والسماء صافية ليس فيها قطعة سحاب
وإذا بسحابة سوداء تظهر في السماء وتقف قبالة حديقته وتنزل الماء فلما انتهت من إنزال ما فيها من الماء قال أنس رضي الله عنه : يا غلام انظر أين بلغ الماء؟ فمشى حول أرضه وقال: يا سيدي كأن معه خريطة بأرضنا لم تنزل قطرة واحدة على أرض جيراننا
جاء بأمر الله تلبية لعبد دعا مولاه فاستجاب له مولاه وأولاه وأعطاه ما يتمناه وهكذا الحال مع كل عبد مؤمن إلى يوم الدين اسمعوا الله وهو يقول لنا أجمعين {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2** وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ** (الطلاق)
من يتوكل على الله فهو كافيه في كل أموره فنحن والحمد لله لو أصلحنا أحوالنا في تعاملاتنا الدنيوية وجعلناها كلها على وفق الشريعة الإسلامية أي رجل منا سيدعوا الله فإن الله سيلبيه في الوقت والحين
ويجعل الله بلادنا كلها مروجاً وخيرات والخيرات مباركات ويجعلنا نتصدق بها على جميع من في الوجود لأن المؤمن جعله الله بالاعتماد عليه عزيزاً على كل من بالوجود قال تعالى {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ** المنافقون8
فالحمد لله ضمن لنا النبي صلي الله عليه وسلم من الله ألا يهلك الله الأمة لا بالجوع ولا بالعطش ولا بنقص المؤونات ولا بقلة النفقات أبداً وأنتم لو نظرتم في أحوال شعبنا اليوم تجدوا عجباً جاء خبير ألماني لينظر في أحوالنا بعد أن سمع عن تضعضع اقتصادنا فذهب زائراً زيارة عابرة إلى بعض الأسواق التجارية الكبيرة فوجد ازدحاماً شديداً وكثيفاً من المصريين على شراء كل المشتريات فقال: أنتم تدعون أن عندكم كساد وفقر من أين جاء هؤلاء بالأموال التي يشترون بها كل شيء ولا يتركون شيء؟
الخيرات كثيرة لكن التبذير أكثر والسفه أكثر وهو الذي ضيع أموالنا وهو الذي أنفذ رصيد اقتصادنا وجعلنا ندعي الفقر مع أننا جميعاً والحمد لله نعلم علم اليقين أن آباءنا السابقين الأولين لو نظروا إلى ما نحن فيه الآن لظنوا أننا في جنة النعيم للعيشة التي حضرناها ونحن صغار والعيشة التي نحن فيها الآن وهي كلها خيرات من الله لنا أجمعين
كل الذي افتقدناه المودة لبعضنا الحب لإخواننا الرغبة في مد أيدينا إلى بعضنا تفشت أمراض الأنانية زادت الأحقاد في النفوس زادت الإحن في الصدور زاد البغض والكره حتى بين الأقربين وهذه أمور لا ينبغي أن تكون بين المؤمنين إنما ينبغي أن يكون بين المؤمنين المحبة والمودة والألفة والتعاطف والتراحم والتواد
اسمع إلى النبي وهو يصف مجتمع المؤمنين فيقول {تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى**[1]
نحتاج إلى مراجعة أخلاقنا وإلى مراجعة سلوكياتنا مع إخواننا والرجوع إلى نهج الأنصار والمهاجرين حتى ينظر الله إلينا نظرة بحنان ولطف وعطف فيغير حالنا إلى أحسن حال يا ليتنا ننظر إلى وصف الله للأنصار حيث يقول {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ** الحشر9
إخواننا الذين يدعوننا إلى الشكليات وإلى إطالة الركوع والسجود والعمل والطاعات يا ليتهم يركزون معنا أولاً على السلوكيات نحتاج إلى تجديد الصدق بين أهل الإيمان والقضاء قضاء مبرماً على داء الكذب الذي لا ينبغي أن يكون في جماعة المسلمين أبداً صغاراً أو كباراً
نحتاج إلى رجوع الأمانة التي تجهز نفسها لترحل من هذه الديار مع أنها ديار المؤمنين الذين وصفهم الله بالأمانة في كل وقت وحين نحتاج إلى خلق الوفاء نحتاج إلى صلة الأرحام نحتاج إلى الحب لإخواننا أجمعين والذي هو الركن الركين في الإيمان كما قال سيد الأولين والآخرين {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ**[2]
إذا رجعت هذه الأخلاق الكريمة وهذه السلوكيات العظيمة وأكلنا الحلال أبشروا ثم أبشروا فإن الله سيجعل بلدنا بلدا رخاءاً سخاءاً وعيشنا سرمداً هناء وسرور على الدوام كما قال {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ** الأعراف96
وضمن لنا الرسول من الله ألا يستبيح الأعداء ديارنا قد يهزموننا في غزوة لأننا لسنا على الصواب في سلوكياتنا لكن لا يتمكنون من أهل الإسلام لأنهم في حصانة الله
[1] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن النعمان بن البشير
[2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف 1%E4%C8%E6%ED%C9%20%E1%E1%DA%D5%D1_%C7%E1%CE%D8%C8 %20%C5%E1%C5%E1%E5%C7%E3%ED%C9%20%C7%E1%DA%D5%D1%E D%C9_%CC1&id=94&cat=15
منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]
اضغط هنا لتحميل الكتاب المنقول منه الموضوع مجاناً (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف
[/CENTER][/QUOTE][/QUOTE]
كان سيدنا أنس ابن مالك رضي الله عنه له حديقة بالبصرة في بلاد العراق الآن تؤتي ثمرها في العام مرتين بدون مبيدات ولا محسنات ولا كيماويات ولا هندسة وراثية وإنما إجابة ربانية من رب البرية
ذهب يزروها يوماً فوجد القائم بأمرها يأتي إليه مسرعا ويقول: يا سيدي أوشك الزرع على الهلاك لم يعد عندنا قطرة ماء فقال: ولِمَ لَمْ تخبرني قبل ذلك؟ انتظر حتى أسأل ربي فصلى ركعتين والسماء صافية ليس فيها قطعة سحاب
وإذا بسحابة سوداء تظهر في السماء وتقف قبالة حديقته وتنزل الماء فلما انتهت من إنزال ما فيها من الماء قال أنس رضي الله عنه : يا غلام انظر أين بلغ الماء؟ فمشى حول أرضه وقال: يا سيدي كأن معه خريطة بأرضنا لم تنزل قطرة واحدة على أرض جيراننا
جاء بأمر الله تلبية لعبد دعا مولاه فاستجاب له مولاه وأولاه وأعطاه ما يتمناه وهكذا الحال مع كل عبد مؤمن إلى يوم الدين اسمعوا الله وهو يقول لنا أجمعين {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2** وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ** (الطلاق)
من يتوكل على الله فهو كافيه في كل أموره فنحن والحمد لله لو أصلحنا أحوالنا في تعاملاتنا الدنيوية وجعلناها كلها على وفق الشريعة الإسلامية أي رجل منا سيدعوا الله فإن الله سيلبيه في الوقت والحين
ويجعل الله بلادنا كلها مروجاً وخيرات والخيرات مباركات ويجعلنا نتصدق بها على جميع من في الوجود لأن المؤمن جعله الله بالاعتماد عليه عزيزاً على كل من بالوجود قال تعالى {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ** المنافقون8
فالحمد لله ضمن لنا النبي صلي الله عليه وسلم من الله ألا يهلك الله الأمة لا بالجوع ولا بالعطش ولا بنقص المؤونات ولا بقلة النفقات أبداً وأنتم لو نظرتم في أحوال شعبنا اليوم تجدوا عجباً جاء خبير ألماني لينظر في أحوالنا بعد أن سمع عن تضعضع اقتصادنا فذهب زائراً زيارة عابرة إلى بعض الأسواق التجارية الكبيرة فوجد ازدحاماً شديداً وكثيفاً من المصريين على شراء كل المشتريات فقال: أنتم تدعون أن عندكم كساد وفقر من أين جاء هؤلاء بالأموال التي يشترون بها كل شيء ولا يتركون شيء؟
الخيرات كثيرة لكن التبذير أكثر والسفه أكثر وهو الذي ضيع أموالنا وهو الذي أنفذ رصيد اقتصادنا وجعلنا ندعي الفقر مع أننا جميعاً والحمد لله نعلم علم اليقين أن آباءنا السابقين الأولين لو نظروا إلى ما نحن فيه الآن لظنوا أننا في جنة النعيم للعيشة التي حضرناها ونحن صغار والعيشة التي نحن فيها الآن وهي كلها خيرات من الله لنا أجمعين
كل الذي افتقدناه المودة لبعضنا الحب لإخواننا الرغبة في مد أيدينا إلى بعضنا تفشت أمراض الأنانية زادت الأحقاد في النفوس زادت الإحن في الصدور زاد البغض والكره حتى بين الأقربين وهذه أمور لا ينبغي أن تكون بين المؤمنين إنما ينبغي أن يكون بين المؤمنين المحبة والمودة والألفة والتعاطف والتراحم والتواد
اسمع إلى النبي وهو يصف مجتمع المؤمنين فيقول {تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى**[1]
نحتاج إلى مراجعة أخلاقنا وإلى مراجعة سلوكياتنا مع إخواننا والرجوع إلى نهج الأنصار والمهاجرين حتى ينظر الله إلينا نظرة بحنان ولطف وعطف فيغير حالنا إلى أحسن حال يا ليتنا ننظر إلى وصف الله للأنصار حيث يقول {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ** الحشر9
إخواننا الذين يدعوننا إلى الشكليات وإلى إطالة الركوع والسجود والعمل والطاعات يا ليتهم يركزون معنا أولاً على السلوكيات نحتاج إلى تجديد الصدق بين أهل الإيمان والقضاء قضاء مبرماً على داء الكذب الذي لا ينبغي أن يكون في جماعة المسلمين أبداً صغاراً أو كباراً
نحتاج إلى رجوع الأمانة التي تجهز نفسها لترحل من هذه الديار مع أنها ديار المؤمنين الذين وصفهم الله بالأمانة في كل وقت وحين نحتاج إلى خلق الوفاء نحتاج إلى صلة الأرحام نحتاج إلى الحب لإخواننا أجمعين والذي هو الركن الركين في الإيمان كما قال سيد الأولين والآخرين {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ**[2]
إذا رجعت هذه الأخلاق الكريمة وهذه السلوكيات العظيمة وأكلنا الحلال أبشروا ثم أبشروا فإن الله سيجعل بلدنا بلدا رخاءاً سخاءاً وعيشنا سرمداً هناء وسرور على الدوام كما قال {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ** الأعراف96
وضمن لنا الرسول من الله ألا يستبيح الأعداء ديارنا قد يهزموننا في غزوة لأننا لسنا على الصواب في سلوكياتنا لكن لا يتمكنون من أهل الإسلام لأنهم في حصانة الله
[1] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن النعمان بن البشير
[2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف 1%E4%C8%E6%ED%C9%20%E1%E1%DA%D5%D1_%C7%E1%CE%D8%C8 %20%C5%E1%C5%E1%E5%C7%E3%ED%C9%20%C7%E1%DA%D5%D1%E D%C9_%CC1&id=94&cat=15
منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]
اضغط هنا لتحميل الكتاب المنقول منه الموضوع مجاناً (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف
[/CENTER][/QUOTE][/QUOTE]