ابومعاذ
09-25-2013, 02:46 PM
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف
حكم الحج كثيرة وكثيرة لا نستطيع أن نحيط بها في فسنقف عند حكمة واحدة جامعة مانعة من أجلها أوجب الله علينا جميع الطاعات وفرض علينا جميع القربات وتجتمع فيها جميع العبادات. فعندما فرض علينا الحج قال لخليله {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ** الحج27
وما الحكمة؟
{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم** الحج28
حكمتين اثنتين:
الحكمة الأولى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ**
أي جهزها الله لهم في تلك الأماكن وهي منافع عاجلة ومنافع آجلة أما المنافع العاجلة فهي أن يتوب عليهم ويغفر لهم ذنوبهم ويردهم كما ولدتهم أمهاتهم خالصين من الذنوب والخطايا مستورين ومجبورين من الآثام والعيوب ويستجيب دعائهم ويصلح أحوالهم ويجيبهم في أحبابهم فقد قال صلى الله عليه وسلم {اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج**[1]
والهدف المشترك بين جميع العبادات {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم**
ولم يكتف بأن هذه هي الحكمة العالية والغاية السامية من تلك العبادات الراقية ولم يكتف بالتنبيه عنها وكلها في تلك الآية بل في كل خطوة من خطوات الحاج يذكرهم بتلك الحكمة فعندما ينزلوا من عرفات يقول الله لهم جميعاً {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ** البقرة198
فمرة يقول {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ** البقرة203
ومرة يقول {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ** الحج28
أي اجعلوا ذكر الله هو الغاية العظمى فالغاية العظمى من الحج في كل خطواته وحركاته وسكناته هي ذكر الله وكذلك الصلاة فيقول فيها الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ** الجمعة9
فهو ذكر الله وذكر الله هنا التذكير فهو في هذا الموقف التذكير بالوعد والوعيد والجنة والنار في الطاعات والقربات بآيات من كتاب الله وبأحاديث رسول الله من باب فضل الله {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ** الذاريات55
و {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي **طه14
والصلاة فيها ذكر الله فيها التحميد والتكبير والتهليل وفيها تلاوة كتاب الله وكلها في حركات الصلاة وكل حركة من حركاتها لها ذكر مخصوص يحب أن يسمعه الله من عباده المؤمنين {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ** العنكبوت45
فكلها أحوال ذكر وكذلك الصيام فالهدف منه {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ** البقرة185
يعني من العبادات الجسمانية الهدف منها آية الذكر وقد علمنا صلى الله عليه وسلم أنه ما أقيمت الصلاة وما فرض الصيام ولا نُسك الحاج إلا لذكر الله لماذا؟ ليعرفنا أن الدرجة الأولى في حياتنا هو ذكره عز وجل وليس هناك نهاية لنعم الله فلو حاول الواحد فينا أن يعد نعم الله عليه في نفس واحد ما استطاع إلى ذلك سبيلاً {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا** النحل18
نعمة واحدة إذا كانت ظاهرة أو باطنة بل نعمة واحدة من نعم الواحد كنعمة البصر أو السمع أو الكلام أو العقل أو الحركة أو القدرة أو الإرادة أو الحياة أو الرزق نعم ليس لها نهاية نعمة واحدة منها لا يستطيع الواحد أن يحدها أو يحصرها من معطيها ولكنه عز وجل طلب منا أن نذكره على ذلك
وطلب منا أن نشكره على ذلك فإذا قمت من نومي وقد وهبني الحياة بعدما كنت في نومي كالأموات كما ذكر الله {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى** الزمر42
عندما أقوم من نومي وقد وهب لي الحياة لابد أن أشكره وأذكره وأقول كما علمني الرسول صلى الله عليه وسلم {الْحَمْدُ لّلهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ **[2]
فأشكره على أن وهب لي الحياة وإذا نظرت إلى نعمة الأكل أذكره وأشكره وأقول { الـحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي أطْعَمَنـي هذا ورَزَقَنِـيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ منِّـي ولا قُوَّة **[3]
أي نعمة من النعم حتى نعمة الشهوة عندما انتهي منها أقول { الحمد لله الذي جعل من الماء نسباً وصهراً وكان ربك قديراً**
لابد للإنسان أن يشكر الله على نعمائه هي صحيح كلمات وليست شكراً وافراً ولا شكراً إيجابي لكن الله يقبلها منا ويدخرها لنا ويعطينا عليها من الأجر ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
[1] رواه البيهقي في سننه والطبراني في الأوسط والصغير والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
[2] رواه أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه عن أبي ذر وحذيفة
[3] أخرجه أحمد (3/439 رقم 15670) وأبو داود (4/42 رقم 4023) والترمذي (5/508 رقم 3458) وقال : حسن غريب وابن ماجه (2/1093 رقم 3285) والطبراني (20/181 رقم 389) والحاكم (1/687 رقم 1870) وقال : صحيح على شرط البخاري وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (3/62 رقم 1488) وحسنه الألباني (الإرواء 1989)
الخطب الإلهامية_ج6_الحج وعيد الأضحى (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف 1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC6_%C7%E1%CD%CC%20%E6%DA%ED%CF% 20%C7%E1%C3%D6%CD%EC&id=75&cat=3)
منقول من كتاب [الخطب الإلهامية الحج وعيد الأضحى]
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف[/QUOTE][/QUOTE][/QUOTE]
حكم الحج كثيرة وكثيرة لا نستطيع أن نحيط بها في فسنقف عند حكمة واحدة جامعة مانعة من أجلها أوجب الله علينا جميع الطاعات وفرض علينا جميع القربات وتجتمع فيها جميع العبادات. فعندما فرض علينا الحج قال لخليله {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ** الحج27
وما الحكمة؟
{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم** الحج28
حكمتين اثنتين:
الحكمة الأولى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ**
أي جهزها الله لهم في تلك الأماكن وهي منافع عاجلة ومنافع آجلة أما المنافع العاجلة فهي أن يتوب عليهم ويغفر لهم ذنوبهم ويردهم كما ولدتهم أمهاتهم خالصين من الذنوب والخطايا مستورين ومجبورين من الآثام والعيوب ويستجيب دعائهم ويصلح أحوالهم ويجيبهم في أحبابهم فقد قال صلى الله عليه وسلم {اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج**[1]
والهدف المشترك بين جميع العبادات {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم**
ولم يكتف بأن هذه هي الحكمة العالية والغاية السامية من تلك العبادات الراقية ولم يكتف بالتنبيه عنها وكلها في تلك الآية بل في كل خطوة من خطوات الحاج يذكرهم بتلك الحكمة فعندما ينزلوا من عرفات يقول الله لهم جميعاً {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ** البقرة198
فمرة يقول {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ** البقرة203
ومرة يقول {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ** الحج28
أي اجعلوا ذكر الله هو الغاية العظمى فالغاية العظمى من الحج في كل خطواته وحركاته وسكناته هي ذكر الله وكذلك الصلاة فيقول فيها الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ** الجمعة9
فهو ذكر الله وذكر الله هنا التذكير فهو في هذا الموقف التذكير بالوعد والوعيد والجنة والنار في الطاعات والقربات بآيات من كتاب الله وبأحاديث رسول الله من باب فضل الله {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ** الذاريات55
و {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي **طه14
والصلاة فيها ذكر الله فيها التحميد والتكبير والتهليل وفيها تلاوة كتاب الله وكلها في حركات الصلاة وكل حركة من حركاتها لها ذكر مخصوص يحب أن يسمعه الله من عباده المؤمنين {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ** العنكبوت45
فكلها أحوال ذكر وكذلك الصيام فالهدف منه {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ** البقرة185
يعني من العبادات الجسمانية الهدف منها آية الذكر وقد علمنا صلى الله عليه وسلم أنه ما أقيمت الصلاة وما فرض الصيام ولا نُسك الحاج إلا لذكر الله لماذا؟ ليعرفنا أن الدرجة الأولى في حياتنا هو ذكره عز وجل وليس هناك نهاية لنعم الله فلو حاول الواحد فينا أن يعد نعم الله عليه في نفس واحد ما استطاع إلى ذلك سبيلاً {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا** النحل18
نعمة واحدة إذا كانت ظاهرة أو باطنة بل نعمة واحدة من نعم الواحد كنعمة البصر أو السمع أو الكلام أو العقل أو الحركة أو القدرة أو الإرادة أو الحياة أو الرزق نعم ليس لها نهاية نعمة واحدة منها لا يستطيع الواحد أن يحدها أو يحصرها من معطيها ولكنه عز وجل طلب منا أن نذكره على ذلك
وطلب منا أن نشكره على ذلك فإذا قمت من نومي وقد وهبني الحياة بعدما كنت في نومي كالأموات كما ذكر الله {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى** الزمر42
عندما أقوم من نومي وقد وهب لي الحياة لابد أن أشكره وأذكره وأقول كما علمني الرسول صلى الله عليه وسلم {الْحَمْدُ لّلهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ **[2]
فأشكره على أن وهب لي الحياة وإذا نظرت إلى نعمة الأكل أذكره وأشكره وأقول { الـحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي أطْعَمَنـي هذا ورَزَقَنِـيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ منِّـي ولا قُوَّة **[3]
أي نعمة من النعم حتى نعمة الشهوة عندما انتهي منها أقول { الحمد لله الذي جعل من الماء نسباً وصهراً وكان ربك قديراً**
لابد للإنسان أن يشكر الله على نعمائه هي صحيح كلمات وليست شكراً وافراً ولا شكراً إيجابي لكن الله يقبلها منا ويدخرها لنا ويعطينا عليها من الأجر ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
[1] رواه البيهقي في سننه والطبراني في الأوسط والصغير والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
[2] رواه أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه عن أبي ذر وحذيفة
[3] أخرجه أحمد (3/439 رقم 15670) وأبو داود (4/42 رقم 4023) والترمذي (5/508 رقم 3458) وقال : حسن غريب وابن ماجه (2/1093 رقم 3285) والطبراني (20/181 رقم 389) والحاكم (1/687 رقم 1870) وقال : صحيح على شرط البخاري وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (3/62 رقم 1488) وحسنه الألباني (الإرواء 1989)
الخطب الإلهامية_ج6_الحج وعيد الأضحى (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف 1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC6_%C7%E1%CD%CC%20%E6%DA%ED%CF% 20%C7%E1%C3%D6%CD%EC&id=75&cat=3)
منقول من كتاب [الخطب الإلهامية الحج وعيد الأضحى]
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف[/QUOTE][/QUOTE][/QUOTE]