ابومعاذ
08-27-2014, 04:51 AM
فى أيام الحج المباركة تجتمع من كل بقاع الأرض في حرم الله وفي بيت الله وفي أرض الله أفواج الحجيج يرجون غفران الله ورحمة الله عز وجل ، ذهبوا وقد أعطوا أعز ما يملكون فجمعوا أموالهم للنفقات وتركوا أعز ما يخلفون وهم الأهل والأولاد ، لماذا ذهبوا إلى هناك؟
إن هذا أمر يطول شرحه وسنتكلم فيه باختصار شديد على حسب المناسبة إن شاء الله فإن هذا البيت لبناءه غاية من أجلها أمر الله عز وجل الملائكة ببنائه ثم أمر بعد ذلك الخليل إبراهيم بتجديد بنائه وهي أن الله عز وجل أوحى إلى الملائكة بعد أن تقبل توبتهم وغفر لهم زلتهم أن اهبطوا إلى الأرض فابنوا لعبادي هناك بيتاً ، إذا أخطأوا كما أخطأتم يذهبون إليه فيطوفون حوله كما طفتم فاغفر لهم كما غفرت لكم
فإذا أراد الله عز وجل أن يكرم قوماً بالغفران أظهر لهم التبيان ووفقهم للعمل بأركان الحج التي يحبها الديان وإذا غضب الله عز وجل على قوم أخفاه عنهم أو أخفى عنهم تعاليم الحج وشعائر الحج حتى يفعلونها على وفق أهوائهم فلا تنالهم الرحمة ولا التوبة من ربهم عز وجل
ولذلك عندما جاء طوفان نوح عليه السلام أغرق الله هذا البيت وحملت الملائكة منه الحجر الأسعد وجعلوه أمانة ووديعة عند جبل أبي قبيس المطل على الكعبة حتى لا يعرف الناس مكانه ولا يذهب الناس إليه طلباً للغفران فلما جاءت إرادة السماء أن يعلن الله عز وجل برفع هذا البناء أذهب إليه إبراهيم وإسماعيل
فجاء جبريل ومعه البراق وقال يا إبراهيم: إن الله يأمرك أن تذهب إلى مكة لأنه سيخرج من صلب هذا الولد نبي يدعو الناس جميعاً إلى الله عز وجل فأركبه البراق وأخذ إسماعيل بين يديه وأركب هاجر خلفه وكلما مر بأرض بها زرع وماء قال: أننزل هنا يا جبريل؟ يقول: لا ، حتى وصل إلى مكان البيت فقال: انزل ها هنا فوجدها كما قال الله: {بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} إبراهيم37
أي لا زرع ولا ضرع فيها فقال: يا جبريل لا زرع هنا ولا ماء قال: هكذا أمر الله عز وجل وذلك حتى يكون الذاهب إلى هذا المكان لا طالباً للمجد أو للمال أو للجاه أو للكساء ولا طالباً للشهرة أو المنزلة بين الناس وإنما يذهب وهمه الخالص رضاء الله عز وجل {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} البقرة196
فيكون هدفه رضاء الله وسفره طلباً لغفران الله وهمه كله الإقبال على الله عز وجل ، فلو جعله في مكان هواؤه نظيف وماؤه عذب غدير وزرعه نضير لكان الناس يذهبون إليه للسياحة وبجانبها زيارة البيت لكن الله جعل البيت في مكان قفر لا زرع فيه ولا ماء فيه ولا جو تستحسنه الأجسام فيه لكي يتحمل الناس كل هذه المشقات فينالوا الغفران وارتفاع الدرجات عند الله عز وجل
الخطب الإلهامية_ج6_الحج وعيد الأضحى (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف 1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC6_%C7%E1%CD%CC%20%E6%DA%ED%CF% 20%C7%E1%C3%D6%CD%EC&id=75&cat=3)
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج6_الحج وعيد الأضحى}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
- YouTube (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف
إن هذا أمر يطول شرحه وسنتكلم فيه باختصار شديد على حسب المناسبة إن شاء الله فإن هذا البيت لبناءه غاية من أجلها أمر الله عز وجل الملائكة ببنائه ثم أمر بعد ذلك الخليل إبراهيم بتجديد بنائه وهي أن الله عز وجل أوحى إلى الملائكة بعد أن تقبل توبتهم وغفر لهم زلتهم أن اهبطوا إلى الأرض فابنوا لعبادي هناك بيتاً ، إذا أخطأوا كما أخطأتم يذهبون إليه فيطوفون حوله كما طفتم فاغفر لهم كما غفرت لكم
فإذا أراد الله عز وجل أن يكرم قوماً بالغفران أظهر لهم التبيان ووفقهم للعمل بأركان الحج التي يحبها الديان وإذا غضب الله عز وجل على قوم أخفاه عنهم أو أخفى عنهم تعاليم الحج وشعائر الحج حتى يفعلونها على وفق أهوائهم فلا تنالهم الرحمة ولا التوبة من ربهم عز وجل
ولذلك عندما جاء طوفان نوح عليه السلام أغرق الله هذا البيت وحملت الملائكة منه الحجر الأسعد وجعلوه أمانة ووديعة عند جبل أبي قبيس المطل على الكعبة حتى لا يعرف الناس مكانه ولا يذهب الناس إليه طلباً للغفران فلما جاءت إرادة السماء أن يعلن الله عز وجل برفع هذا البناء أذهب إليه إبراهيم وإسماعيل
فجاء جبريل ومعه البراق وقال يا إبراهيم: إن الله يأمرك أن تذهب إلى مكة لأنه سيخرج من صلب هذا الولد نبي يدعو الناس جميعاً إلى الله عز وجل فأركبه البراق وأخذ إسماعيل بين يديه وأركب هاجر خلفه وكلما مر بأرض بها زرع وماء قال: أننزل هنا يا جبريل؟ يقول: لا ، حتى وصل إلى مكان البيت فقال: انزل ها هنا فوجدها كما قال الله: {بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} إبراهيم37
أي لا زرع ولا ضرع فيها فقال: يا جبريل لا زرع هنا ولا ماء قال: هكذا أمر الله عز وجل وذلك حتى يكون الذاهب إلى هذا المكان لا طالباً للمجد أو للمال أو للجاه أو للكساء ولا طالباً للشهرة أو المنزلة بين الناس وإنما يذهب وهمه الخالص رضاء الله عز وجل {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} البقرة196
فيكون هدفه رضاء الله وسفره طلباً لغفران الله وهمه كله الإقبال على الله عز وجل ، فلو جعله في مكان هواؤه نظيف وماؤه عذب غدير وزرعه نضير لكان الناس يذهبون إليه للسياحة وبجانبها زيارة البيت لكن الله جعل البيت في مكان قفر لا زرع فيه ولا ماء فيه ولا جو تستحسنه الأجسام فيه لكي يتحمل الناس كل هذه المشقات فينالوا الغفران وارتفاع الدرجات عند الله عز وجل
الخطب الإلهامية_ج6_الحج وعيد الأضحى (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف 1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC6_%C7%E1%CD%CC%20%E6%DA%ED%CF% 20%C7%E1%C3%D6%CD%EC&id=75&cat=3)
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج6_الحج وعيد الأضحى}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
- YouTube (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف)
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف