المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوم الحساب


علاء الدين
11-21-2014, 02:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيفاليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [غافر:16].
يوم القيامة يوم جليل خطبه، عظيم خطره، بل هو اليوم الذي ليس قبله مثله ولا بعده مثله، والكل ظاهر ومكشوف فلا زيف ولا خداع ولا كذب ولا رتوش، وجاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((أنه تعالى يطوي السماوات والأرض بيده، ثم يقول: أنا المالك، أنا الجبار، أنا المتكبر، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ لمن الملك اليوم، لمن الملك اليوم، لمن الملك اليوم، ثم يجيب نفسه لله الواحد القهار))([1] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn1))، وذلك هو يوم الحساب ويوم الجزاء.
فما الحساب؟ وما هي صفته؟ وعلى ماذا يحاسب الله تعالى العباد؟ وما موقف المسلم؟
الحساب اصطلاحا: هو محكمة العدل الإلهية التي يقضي فيها رب العزة سبحانه بين خلقه وعباده وينبغي أن تعلم أن يوم القيامة:
يوم يجمع الله فيه الأولين، والآخرين للحساب: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الواقعة:50]. عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [آل عمران:9].
يوم تتكشف فيه الحقائق والأستار، فالكل مكشوف النفس والعمل والمصير: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الحاقة:18].
يوم يشيب من هوله الوليد، وتذهل الأم الحنون عن طفلها، وتسقط فيه الحامل حملها عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديدعفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الحج:2]. وللحديث: ((ذلك يوم يقول الله لآدم: أخرج بعث النار، قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة)) فأنشأ المسلمون يبكون([2] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn2)).
وأما صفة الحساب: فلا بد لكل محكمة من حاكم يحكم ويقضي، وشهود يشهدون، ومتهم وأرض يقام عليها الحكم.
1- أما الحاكم: فهو الله جل جلاله، جبار الأرض والسماء، تباركت أسماؤه وعظمت صفاته الذي يعلم السر وأخفى، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، الخالق لكل شيء سبحانه وتعالى ويبدأ الأمر:
أ- بنفخ إسرافيل في الصور بأمر الله سبحانه فتصعق الخلائق كلها وتموت: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [سورة الزمر:68].
ب- إحداث تغير عام في الكون فتنشق السماء وتتناثر النجوم وتتصادم الكواكب وتتفتت الأرض: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف إذا الشمس كورت عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيفوإذا النجوم انكدرت عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيفوإذا الجبال سيرت عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف[التكوير:1-3]. كورت أي ظلمت، انكدرت: أي تناثرت، وسيرت: أي حركت وصارت كالهباء.
ج- ينفخ إسرافيل في الصور بأمر الله سبحانه فتقوم الخلائق للحشر: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الزمر:68].
د- نزول عرش الرحمن جل جلاله: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف وانشقت السماء فهي يومئذ واهية عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيفوالملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الحاقة:16-17]، أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، وللحديث: ((أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام))([3] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn3)).
هـ- ثم يشرق على الأرض نور الحق جل جلاله: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف وأشرقت الأرض بنور ربها عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الزمر:69]. أي أضاءت يوم القيامة إذا تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء([4] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn4)).
و- ثم مجي الحق سبحانه مجيئا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه الكبير المتعال: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف كلا إذا دكت الأرض دكا دكا عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيفوجاء ربك والملك صفا صفا عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الفجر:21-22].
وأما صفة حكمه جل جلاله سبحانه:
1- العدل المطلق: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيفومن يعمل مثقال ذرة شرا يره عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الزلزلة: 807].
أ- فلا ظلم: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف ولا يظلم ربك أحدا عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الكهف:49].
ب- ولا أنساب:عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف[المؤمنون:101]. أي لا تنفع الإنسان يومئذ قرابة ولا يرثي والد لولده يقول ابن مسعود عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف ((إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم نادى مناد: ألا من كان له مظلمة فليجئ ليأخذ حقه، قال: فيفرح المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته وإن كان صغيرا))([5] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn5)).
ج- ولا رشوة لتغير صورة الحكم، فالحاكم هو الغني المتعال والكل مفتقر إليه سبحانه: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [فاطر:15].
ح- ولا تهديد ولا ضغوط: فالحاكم هو القوي سبحانه: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف إن القوة لله جميعا عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [البقرة:165]، عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف إن كل من في السماوات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [مريم :93]. فالكل ضعيف وعبد.
2- الشهود: وأما الشهود فهم كثير فلا مكان للإنكار والكذب والمراوغة
أ- وأعظمهم شهادة هو الله سبحانه الله جل جلاله عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [المجادلة:7].
ب- الرسل عليهم الصلاة والسلام ويشهد للرسل سيدنا وحبيبنا رسول الله عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف للحديث: ((يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من أحد. فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، ثم أشهد لكم))([6] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn6)).
ج- الملائكة: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [ق:17]. يقول الحسن البصري رحمه الله: (يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا وقد عدل والله من جعلك حسيب نفسك)([7] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn7)).
د- الجوارح: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [فصلت:21]. وعن أنس عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف قال: ((كنا عند النبي عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف فضحك فقال: هل تدرون مم أضحك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: من مخاطبة العبد ربه فيقول: يا رب ألم تجرني (تحفظني) من الظلم؟ يقول: بلى، فيقول: إني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا، والكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على فيه ويقول لأركانه انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول: بعداً لكنّ وسحقا فعنكنّ كنت أناضل))([8] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn8)).
هـ- الأرض: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف يومئذ تحدث أخبارها عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الزلزلة:4]. قرأ رسول الله عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف هذه الآية: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف يومئذ تحدث أخبارها عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف قال: ((أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمةٍ بما عمل على ظهرها أن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا فهذه أخبارها))([9] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn9)).
ز- التسجيل الكامل كما ذكر بعض العلماء: لقوله تعالى: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيففمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيفومن يعمل مثقال ذرة شرا يره عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الزلزلة:7-8]. وتعرض الأعمال عرضا حيا ناطقا، فسيرى المرء عمله وهو يباشره ويا للفضيحة([10] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn10)).
اللهم إنا نسألك ستر الدارين، اللهم إنا نعوذ بك من خزي الدنيا والآخرة، يا رب العالمين.
3- المتهم: هو الإنسان الذي خلقه الله بيده، وأسجد له الملائكة، وكرّمه على كثير ممن خلق، سخر الكون له، وأرسل له الرسل، وأنزل له الكتب، وجعل له واعظا من عند نفسه بالفطرة التي فطر الله الناس عليها على معرفته سبحانه وحذره من الشيطان وطاعته ثم يستقبل الإنسان ذلك كله بالسخرية: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [يس:30]. ويجعل من الشيطان ربا يعبده من دون الله: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيفوأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا (أي خلفا) كثيرا أفلم تكونوا تعقلون عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [يس :60-62]. ويمر بآيات الله الدالة عليه سبحانه معرضا: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [يوسف:105]. يمن الله عليه بالنعم فيزداد طغيانا: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الأعلى:6-7]. الإنسان الذي إذا أحاطت به الخطوب تذكر ربه وإذا كان في نعمة غفل وكفر عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [النحل:53–54].
4- وأما أرض المحكمة: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [إبراهيم:48]. وللحديث: ((يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحد))([11] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn11)) وللحديث: ((أرض بيضاء لم يسفك عليها دم، ولم يعمل عليها خطيئة))([12] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn12)).
فهي أرض أخرى غير أرضنا لم تطأها قدم من قبل، ولم تعمل عليها خطيئة، ولم يسفك عليها دم، أرض طاهرة من ذنوب بني آدم وظلمهم، طهر يتناسب وطهر القضاء. وأما على ماذا يحاسب الله تعالى العباد: فاعلم أن الحساب سوف يكون:
مشافهة: فكل عبد يعرض على ربه، ويتولى سبحانه حسابه بنفسه للحديث: ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدم، ثم ينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمره))([13] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn13)).
والحساب إما أن يكون يسيرا: وذلك بأن يعرض على العبد عمله بحيث لا يطلع عليها أحد ثم يعفو عنه ويأمر به إلى الجنة للحديث: ((يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه (أي يستره ولا يفضحه) فيقول: أعملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: أعملت كذا وكذا فيقول: نعم، فيقرره ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم، ثم يعطى صحيفة حسناته))([14] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn14)).
وأما أن يكون الحساب عسيرا وذلك لمن كثرت معاصيه فذلك الذي يناقش الحساب ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة للحديث: ((ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك، فقالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله أليس قد قال الله : عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيففأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيراعفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف؟ فقال رسول الله عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب))([15] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn15)). والمراد بالمناقشة الاستقصاء في المحاسبة والمطالبة بالجليل والحقير وترك المسامحة.
والحساب يتناول كل شيء:
العمر والمال والجسم والعلم للحديث: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه))([16] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn16)).
عن النعم وشكرها: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف ثم لتسألن يومئذ عن النعيم عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [التكاثر:8]. قال مجاهد: عن كل لذة من لذات الدنيا([17] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn17)). وللحديث: ((إن أول ما يسأل عنه العبد من النعيم أن يقال: له ألم نصح لك بدنك، ونروك من الماء البارد))([18] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn18)).
3- عن الحواس واستعمالها: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الإسراء:36].
قال ابن عباس: يسأل الله العباد فيما استعملوها وهو أعلم بذلك منهم([19] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn19)).
4- عن الفرائض من صلاة وزكاة: للحديث: ((إن أول ما افترض الله على الناس من دينهم الصلاة وآخر ما يبقى الصلاة، وأول ما يحاسب به الصلاة ويقول الله: انظروا في صلاة عبدي، قال: فإن كانت تامة كتب تامة، وإن كانت ناقصة يقول: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن وجد له تطوع تمت الفريضة من التطوع، ثم قال: انظروا: هل زكاته تامة؟ فإن كانت تامة كتبت تامة، وإن كانت ناقصة قال: انظروا هل له صدقة فإن كانت له صدقة تمت له زكاته))([20] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn20)).
5- عن الدماء والقتل: للحديث: ((أول ما يقضى بين بالناس يوم القيامة في الدماء))([21] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn21)) وللحديث: ((كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا))([22] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn22)).
6- السؤال عن المسؤولية والأمانة: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف وقفوهم إنهم مسؤولون عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [الصافات:24]. للحديث: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والأمير راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده))([23] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn23)).
7- عن الكلمة: للحديث: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب))([24] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn24)). وللحديث: ((وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم))([25] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn25)).
و ما من كاتب إلا ستبقى كتابتـه وإن فنيـت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
8- عن الحقوق والمظالم للحديث: ((يقول الله تعالى: أنا الديان، أنا الملك لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة))([26] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn26)).
وأما موقف المسلم من الحساب:
1/ حاسب نفسك قبل أن تحاسب: يقول عمر عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن([27] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn27)).
2/ تحلل من الحقوق: للحديث: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحللن منها اليوم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه دينار ولا درهم))([28] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn28)).
يقول أحد السف: رحم الله من إذا مات ماتت معه ذنوبه.
3/ لا تفسد عملك الصالح بالمظالم: للحديث: ((المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار))([29] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn29)).
4/ أمح السيئة بالحسنة: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف إن الحسنات يذهبن السيئات عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [هود:114]، وللحديث: ((اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن))([30] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn30)). وللحديث: ((إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها))([31] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn31)).
5/ استشعار رقابة الله عليك: عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف ألم يعلم بأن الله يرى عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف [العلق:14]. ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك))([32] (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn32)).
6/ استحضار أهوال الآخرة والتفكر فيها: يقول الإمام الغزالي رحمه الله: ثم تفكر يا مسكين بعد هذه الأحوال فيما يتوجه عليك من السؤال شفاها من غير ترجمان فتسأل عن القليل والكثير والنقير والقطمير فبينما أنت في كرب القيامة وعرقها وشدة عظائمها إذ نزلت ملائكة من أرجاء السماء بأجسام عظام وأشخاص ضخام غلاظ شداد أمروا أن يأخذوا بنواصي المجرمين إلى موقف العرض على الجبار.
ثم تقبل الملائكة فينادون واحدا يا فلان بن فلان هلم إلى الموقف، وعند ذلك ترتعد الفرائص وتضطرب الجوارح وتبهت العقول ويتمنى أقوام أن يذهب بهم إلى النار ولا تعرض قبائح أعمالهم على الجبار، فتوهم نفسك يا مسكين وقد أخذت الملائكة بعضديك وأنت واقف بين يدي الله تعالى يسألك شفاها فكيف ترى حياءك وخجلتك وهو يعد عليك إنعامه ومعاصيك وأياديه ومساويك، فليت شعري بأي قدم تقف بين يديه وبأي لسان تجيب وبأي قلب تعقل وما تقول؟([33 (عفواً لايمكن عرض الروابط في الإرشيف_ftn33)

Abo Retag
11-23-2014, 02:30 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .